أجمع عدد من حراس مرمى المنتخبات المشاركة في المونديال على أن كرة" جابولاني" التي ستستخدم في المباريات مصنوعة من أجل تعقيد مهمتهم، ويطلق على كرة كأس العالم "جابولاني" وتعني الاحتفال بلغة الزولو.
وتقدم البرازيلي جوليو سيزار والإنكليزي ديفيد جيمس والاسباني إيكر كاسياس قائمة الحراس المعارضين للكرة الجديدة ، والتي تدعي صانعتها ، شركة أديدادس أيه جي بأنها "توفر التحكم الأقصى والمثالي".
ويشعر جوليو سيزار حارس مرمى منتخب البرازيل لكرة القدم بالذعر من الكرة التي ستستخدم في نهائيات كأس العالم وشبهها بالكرة الرخيصة التي تشترى من الأسواق التجارية.
وقال سيزار حارس إنتر ميلان الإيطالي الذي يعد على نطاق واسع أفضل حارس في العالم "إنها فظيعة ومخيفة". وأضاف "أنها مثل واحدة من تلك الكرات التي يشتريها المرء من الأسواق التجارية".
وقال ويندل مدرب حراس مرمى البرازيل إن الكرة الجديدة لا يمكن توقع مسارها بشكل كبير عند التسديد من مسافة بعيدة. وأضاف "سيواجه حراس المرمى الخطر إذا وقفوا بعيدا عن خط مرماهم." وتابع "إنهم بحاجة للبقاء في مكان امن وإلا ستسقط الكرة خلفهم في الشباك."
و انتقد حارس مرمى المنتخب الإسباني إيكر كاسياس كرة "جابولاني" التي ستلعب بها المنتخبات في مونديال 2010 في جنوب أفريقيا.
وصرح كاسياس،: "من المؤسف أن نلعب المونديال بكرة بمثل هذه الصفات".وأضاف الحارس: "الأمر فقط لا يتعلق بحراس المرمى، ولكن أيضا اللاعبين.. نتحدث قبل كل مونديال حول الكرات الجديدة وأنها تتحرك بسرعة، ولكن هذه المرة الأمر مشترك بين الحراس واللاعبين".
وإنضم حارس مرمى المنتخب الإيطالي جيانلويجي بوفون إلى كثيرين ممن أبدوا عدم رضاهم عن الكرة التي سيتم استخدامها في نهائيات كأس العالم، فقد أكد الحارس أن الكرة لا يمكن توقعها.
وأضاف: " كأس العالم تضم نخبة من أفضل اللاعبين في العالم، يجب أن تعطى أهمية لأن يستخدم شيء لائق في مثل هذه المناسبات"، وتابع : " الكرة الجديدة لا تليق وغير مناسبة، ليس فقط للحراس بل لجميع اللاعبين ولا يمكن توقع أو تنبؤ مسارها".
ووصف الحارس الأساسي للمنتخب الأرجنتيني (سيرخيو روميرو) الكرة التي ستلعب بها مباريات مونديال جنوب أفريقيا أنها "غير طبيعية"، في الوقت الذي أكد فيه أنه تهيأ عقليا لعدم المعاناة من خصائص الكرة.
وقال روميرو "إن الكرة قبل أن تكمل ارتفاعها تهبط. وفي الوقت الذي تمضي فيه ترتفع فجأة. تجد نفسك تسأل: ما الذي يحدث لهذه الكرة؟ إنها معقدة وغير طبيعية"، في إشارة إلى كرة "جابولاني" التي تقام بها مباريات بطولة كأس العالم التي تنطلق الأسبوع المقبل.
وقال الحارس التشيلي كلاوديو برافو إن هذه الكرة تشبه الكرة الطائرة، ورأى أنها مصنوعة لتعقيد مهمة الحراس لكي يرتكبوا الكثير من الأخطاء ولتسجيل عدد كبير من الأهداف، مضيفاً: "إنها كرة معقدة سريعة ويصعب السيطرة عليها».
وأردف برافو: «عند لمسها لليدين نشعر بثقلها وبحركتها أكثر من الكرة العادية»، مشيراً إلى أن " قماشها مختلف، يجعل الإمساك بها صعباً في حال الرطوبة، ومن الصعب تحديد مسارها».
وقال بيم فيربيك المدير الفني للمنتخب الأسترالي إن الكرة الجديدة أجبرت اللاعبين ال23 في قائمة الفريق على العودة إلى التدريبات الأساسية للتأكد من دقة التمريرات خلال البطولة التي تبدأ يوم الجمعة المقبل.
وأوضح المدرب الهولندي لوكالة الأنباء الأسترالية خلال معسكر الفريق في جنوب أفريقيا "بدأت بالتمرير البسيط للتأكد من أن كل كرة يجب أن تلعب بشكل دقيقة 100% ، في هذه الأجواء من المستحيل أن تمرر كرة بعيدا حتى ولو نصف متر عن موقعها الصحيح ، لأن الكرة لا تتوقف أبدا ، الكرة تواصل الركض ، يجب أن نتكيف معها".
وأكد فيربيك أن خليطا ما بين كرة جابولاني والمستوى المرتفع في معسكرات المنتخبات خارج جوهانسبرج ، التي ترتفع 1750 مترا عن مستوى سطح البحر ، دفعه إلى العودة لتقنيات التدريب الأساسي.
وأضاف "من الصعب التوضيح إذا لم تكن داخل الملعب ، إذا لم تلمس الكرة بنفسك ، استخدام كرة عادية مستحيل في هذا الارتفاع ، الكرة لا تلف بشكل طبيعي ، هذا أمر غريب ، لكي تلعب كرة مموجة عليك أن تحظى بمقاومة الهواء ولكن لا يوجد مقاومة للهواء هنا".
يذكر أن الكرة أصبحت بؤرة اهتمام كبير وانتقادات عديدة على مدار البطولات الكبيرة التي جرت في السنوات القليلة الماضية، علما بأنها من صناعة شركة أديداس الألمانية للملابس والأدوات الرياضية، وهي الشركة التي تقدم الكرة الجديدة في كل من بطولات كأس العالم منذ عام 1970.
وكان من المنتظر أن تقضي " جابولاني" على كل الانتقادات التي وجهت لهذه الشركة بسبب الكرات المستخدمة في البطولات السابقة، ولكن جابولاني لم تثبت حتى الآن أنها «الأفضل». بل واستمرت الانتقادات وتزايدت، كما تواصلت حقيقة مهمة وهي أن الانتقادات تأتي من اللاعبين غير المتعاقدين مع أديداس.